إلى إسراء
أتعجب
منك وقد امتلكت القدره على مواجهه من لا تعرفيه بينما تتهربين من أقرب ما تعرفيه.
ربما
ليس بقدر كبير، لانكِ إلى حدٍ
تشبهيننى فى ذلك ، ولكن نظريتى يا غريبه هى أن" الغرباء قد يكونوا
اكثر من يعرفونا" لأنهم فى الحقيقه لا يعرفونا، فلم نغير فروضهم الطبيعيه فينا بأقنعتنا الواهيه، يمثلون
أشد القرب لانهم فى الحقيقه ..أشد البعد ، ونحن لديهم من كثره شوق الفضول .. أعزء.
أرأيتى
أن المسافات بيننا وإن تباعدت لم تباعد بين الكلمات ، وأن فى النفس شيئ يقرب بين
الغرباء اكثر من قربهم وهم أحباء .. فى
النفس شىء غريب هو ما يصنع هوه المسافات تلك التى تتحدثين عنها فى القلب، بل وإن سمحتى له بعد ذلك فيمكن أن يمتد، تاركا خلفه الطابع الواشم ..الذى
لا يزول!
لكنك
مع كل ذلك واجهتنى وربما لنفس السبب اواجهك ،
لو
لم تكونى غريبه لأخبرتك عن تلك اللحظات الفارقه التى لو كنت واجهت الاحباء فيها
لربما ظلوا أحباء ، ولو كنت سألت الاعدء فيها عن سبب العداء لما استمرعداءهم ، والتى
إن كنت فهمت فيها..ما قضيت نصف
العمرأتسائل وأسائل من حولى..لماذا؟!
المواجهه
ليست كما يدّعون ، فأشد المواجهات هى النظر الى مرآة نفسك ، لكننا نفضل ان ننظرإلي انفسنا كغرباء لإرتياحنا لهم ، وربما ان قََََرُبَت المسافه بيننا يوم غد ..بعُدت كلماتنا..
فلله
فى شئون نفوس عباده تفاسير لا يعلمها إلا هو،
تحياتى يا إسراء .