عزيزتي لبنى..راودني شعور بالكتابة إليك،،
أتدرين..، كمن يحن للعودة إلى مذكراته فيكتب ما فاته ويدون بعض الأشياء
التي لا يريد أن ينساها
تغيرت حياتي بعض الشيء وأردت أن أخبرك كي يعود إلىّ شعور البدايات في منتصف
الحكاية، لكي أشعر ببعض الإثارة التي نفقدها في التعود. كأن تضربي أرضك التي
تزرعين فتخرج إليكِ مياه جوفية، أردت أن اكتب إلى غريبة فيعاودني الشعور الأول.
وقت طويل؛ يا لها من حياة تبقيك على ذات الحال أعوما بطولها ثم تنقلب حياتك
رأسا على عقب في ليلة ، تتعارفين على أشخاص طوال سنوات ثم يتخلى عنكِ أحدهم ، تستغرقون
وقتا في بناء الثقة التي تنهدم في لحظة، تعيشون أياما من القلق والخوف بينما الحل
في كلمة.
كنت افكر..، ليست كل الحسابات سهلة ومنطقية البحث، صحيح أن واحد ومثلة
جمعهم إثنين، لكن هؤلاء الإثنين قد يكونا على مستوى آخر من الحسابات أكثر من ذلك
أو أقل !
كنت أفكر، أن الزمان تدور دائرته المفرغة ليعود بكِ إلى نفس التفاصيل
والأحداث بدون أن تدري السبب، و تتسائلين..هل يعود الزمان لانها دائرته أم لانك تُعيدين
الاحداث بطريقة معالجتك للأشياء،
كنت أفكر، هل الأشخاص متشابهون إلى هذه الدرجة، أم ان تمسكنا بأحدهم قد
يجعلنا نتخيل أرواحهم التي لم تتواجد قط في أشخاص آخرين مع اختلاف الأسماء
الأخيرة..
كنت أفكر ، كم ان الحياة على بساطتها ..معقدة، وكم أننا على قدرتنا
بالتفكير تمر علينا أشياءا قد لا نفهمها حتى نموت.
أتذكرين ذلك الفتى الجالس في الحديقة – الذي أخبرتيني عنه في إحدى
رسائلك- بلغية أن يعود لمنزلة ، فالظلام قد حل موعدة اليومي، والطرقات أخطر مما
يرى على شاشة التلفزيون، ولا توجد حقيقة تسمى بالأبطال الخارقين..اخبرية ان علية
ان ينضج وان الاحلام ليست جميعها رؤى وانما على الاغلب كوابيس، او حديث العقل
الباطن !
وأتذكرين ذلك المشهد القديم من الأفلام ذات اللونين التي كنّا تراها في
طفولتنا، عندما يظل البطل منتظرا لحبيبته
امام باب القطار لتسافر معه هروبا من زيجة يريد والدها فرضها عليها، فينتابك احساس
بأنها ستظهر الآن او في الثوان القادمة من ذات المشهد ..، لكنها لا تظهر ولا تأتي...؛ وضابط الشرطة الذي يأتي دائما متأخراً، والإسعاف الذي لا يُسعف..؛ ذلك كله من التفاصيل التي عليكِ تقبلها ضمن الحياة.
حدثيني عن الأشياء التي لا نملكها وتملكنا !