كم من تنهيدات مُنعت أمام البشر خشية البوح بما تستثقلين قوله ، قتلك دفنة ، وآلمتك الأصداء عند رنينها في الوحدة و الوحشه والبعد؟
وكم ثقيلة هي المفردات ، ليس في حروفها وتراكيبهم، وإنما ما تحمله داخلها من رسائل لا أظنها آثرت طواعية حملها ، لكن كثرة الترحال علمها كيف يكون القلب إذا صفى ..وإذا علق أثناء حياتة بالنزع الأخير. أصابها ذلك من الحكمة ما لا نبلغه نحن إلا بالكثير من الألم، فقبلت.
رأيتك تتسائلين بحيرة عن الجفاء وسببه ، دعيني أطلب منك الصفح على هذا ، فلو كنت وضحت لكِ اكثر في الرسالة الماضية أن هؤلاء أبدا لا يصفحون أو ينسون ما كنتِ دخلتِ في نفق التيه هذا ، نعم الصفح ، ألمٌ كهذا سبب الكثير من الشقاء وقد أختبرتة، وجراء طول بقائه أعتقده ظن بأنه من يختبرني وكأني صرت العَرض وهو صار "أنا"
يا إسراء، هؤلاء لا يروننا كأشخاص قد نخطىء، لا يلتمسون لنا الأعذار ربما لأنهم لا يريدون ، لا يسمعون منا ..ربما بل هم بالتأكيد لا يعرفونا؛ فلو كانوا يعرفون لتيقنوا أننا ما كنا نبغي شيئا من البعد أكثر من حلمنا الدائم بالإلتصاق.
"الوجع".. من صار جزءاً من الأخر ، من منا يؤلم الأخر حقاً ؟ لم أعد أعرف، أما العتاب فبعد طول تفكير توصلت فيه إلى إستنتاجين، أولهما، أننا إما لا نعتب خشيه فقد ، أو لا نعتب إثر الصدمة ، تلك التي يعقبها فترة صمت تحاولين فيها لم شتات نفسك، فيما يكون العتاب حينها..فيما ؟!، أما ترفُعنا عن مراجعة من لا يشأ البقاء، فذلك عمل الكبرياء، تبرير الذات للكرامة
إحتفظي بذكرياتك العذبه وأعتني به من أن تطولها يد الكوابيس، فذلك المرض ينتشر باللمس، أعتقد أن الأقران موجودون في مكان ما ، واننا يوما ليس ببعيد..سنفرح
أعذري ثقل الكلمات..وتأخرها؛ وأعلمي أني هنا للبوح والحديث والصمت وقتما تشعرين
رداَ على رسالة إسراء 15 - 12 - 2012 ..هنا *