الاثنين، 30 يونيو 2014



سلمى..
أيا مرتحلة عبر الروح و الزمان والمكان
تعلمين لماذا ينبهر الناس وتشرق وجوههم عند رؤيتهم لألوان السماء التي تظهر نادراً بعد المطر؟ أعتقد أنها تمثل أرواح الأنقياء الذين رحلوا بعيدا عنا واحدا بعد الآخر، عندما لم يسعهم عالمنا، يظهرون كل حين ليذكرونا بجمالهم ، وخيبتنا؛ جمالهم الذي يخطف الأنظار في أي مكان وأي وقت.
أما خيبتنا فلها أوجه عده، بدءً من الجمال الذي أصبحنا نلتمسه في زهرة نادرة عند مرور عابر بجانبها، أو معزوفة موسيقية لم تُحرم بعد، أو في العشق مهما كانت مدة صلاحيته التي يُسرع من إفسادها كل تفاصيل الحياة.
أرواح نقية خلقها الله، تسامت، ومن أجل ذلك يظهر التضاد واضحا بينها وبيننا عندما تتجلى، نحن القبح ذاته -هذا إعتراف- نحن الذين نمارس الكره بجداره مهما تصنعنا أدوار البراءه، فحتى الضحايا الذين نتعاطف معهم – أحيانا- قد يحملون الكثير من الحنق على الجميع، وربما إذا واتتهم الفرصة لأستغلوها في تدمير الكون؛ ومن يملك أن يردعهم بالوعظ؟..الواعظون !
أما كان الشيطان يوما ملاك، أما كان العدو يوما صديق، أما كان المنافس يوما معلم، أما كانت المعابد يوما أماكن مقدسة ترفع فيها الشعائر وتقدم القرابين، أخذناها بعدهم آثارا ورأها غيرنا كفر بين، أما كانت الثورة رمز الشجاعة والحرية، أما كانت الصداقة سمة الأوفياء، وأما كان الحب أساس الحياة؟!
تتقلب الدواخل كما يتقلب كل شيء، وتتقلب المعايير كما تتقلب الأنفس، ونصبح في عالم تتباعد فيه المتشابهات، وتكثر الفجوات، ويتجلى فية الأنقياء الوانا في السماء.
طوبى لمن تجلى..فذّكر !